Saturday, April 21, 2007

من الأهم ؟ الوطن أم المواطن ؟


اليوم كنت جالساً مع مجموعة من الزملاء كانوا يتناقشون فيما بينهم حول الحقبة الناصرية و فترة ما بعد الثورة وكيف صار الحال إلى حال مصر اليوم و لشدة غيظي من كلا المتناقشين الذين دافع أحدهما عن حقبة ناصر و الآخر عن حقبة السادات و كلاهما محتار بين توصيفة لحركة يوليو أهي ثورة أصلح بقدر ما أمكن أو انقلاب أطاح بفاسدين و أتى بمفسدين أشد فساداً و كان كلا المتحدثين على درجة كبيرة من الوعي الثقافي و السياسي يحد من بزوغهما درجة أعلى من الوعي الأمني إلى أن تدخلت في الحوار محاولا أن أخرجهما من حالة النقاش المحدود لنقاش حر غير محدود فاتحذت وجهة النظر الصادمة لكليهما مدعياً أنني لا أحب هذا البلد و أنني أعيش فيه شأن كل المصريين متحملاً الهوان حيث ليس لنا سواها مكان و لو رحب بنا أي مكان لهرولنا إليه شأن كل من غرقوا في المتوسط أثناء رحلات تهريب البشر لإيطاليا و أدعيت أنني لا أمانع أن أعيش في مكان بشرط أن يكون لي حقوق متساوية مع باقي المواطنين و ألا أعاني من بطش الشرطة و غطرسة أولاد الناس الواصلة و ألا أعامل كمواطن من الدرجة الثانية و لكن أعامل كفرد مثل أي فرد متساوي مع الجميع في الحقوق و الواجبات و لا أتعرض للظلم و أخشى المطالبة بحقي و من فرط حماسي قلت لهم و الله لو في إسرائيل حققوا لي المساواة و الشفافية لأكون رايح لهم برجلي دي و ماطلعش من تل أبيب أبداً.
و ساعتها حدث أن نفرت عروق الحاضرين جميعاً و أحمرت الوجوه و أتسعت العيون و صارت ملحمة كلامية في الوطنية و التاريخ و اتحد الجميع في حوار مفتوح كلهم فيه واحد و أنا الحجة التي يبررون بها أقوالهم و قد بدأ بعضهم يسمع بعضاً و يتحدثون بلا حرج و لا مواربة و كنت أتمني أن أصل للحظة يناقشون ما كانوا يناقشونه من قبل أن أتدخل ولكنني سرحت في نقطة لم أفكر فيها من قبل و هي ماذا لو وفرت لنا إسرائيل شروط المواطنة الكريمة و على رأسها المساواة ( أقول ماذا لو؟) و أعلت مبدأ سيادة القانون و الشفافية و الديموقراطية وصانت الحرية الشخصية و الحقوق المدنية لكل الافراد بلا تفرقة من أي نوع و دعتنا للهجرة إليها أنقبل أم لا ؟ لو وعدتنا و قدمت الضمانات بأن نكون متساويين جميعا بكل دياناتنا و توجهاتنا السياسية و الأيديولوجية كلنا متساوون بألواننا و ألسنتنا و باختلاف قربنا عن مراكز القوة و اهل الحكم في البلاد لو أوجدت لنا إسرائيل كل هذا و دعتنا للهجرة إليها ألن نهاجر؟ و دونما أتخيل وجدت الجالس علي يساري يقول: نعم كنا سنهاجر أكيد كنا حانهاجر... و ساعتها لا أدري لماذا قلت له حسناً و لو جائت بجيشها لتحررنا من حكوماتنا و تحقق لنا ما وعدت به على أرضها هنا على أرضنا ماذا سنفعل هل سنقاتلهم و نمنعهم من الدخول ليبقى حكامنا علي كراسيهم و تبقى بطوننا على جوعها؟ أم سنهلل لهم ملايين أضعاف ما هلله بعض العراقيين لمشاة البحرية الأمريكية ؟ ساعتها بدأالجميع يفكر فعلا فيما سيفعله و ما التوجه الذي يريده لو كان حالنا حال العراق؟ و لكي أخفف من توترهم بدأت أوضح أنني لا أكره مصر و لكني أحبها بقدر ما أحب بلاد كثيرة أخرى بعضها عربي و بعضها أفريقي و بعضها أوروبي و بعضها لاتيني و تمنيت لو أنه ليس هناك أوطان و حدود و جوازات سفر حمراء و زرقاء و خضراء و قلت لو أنني حر في أي مكان ربما لأاحببت مصر أكثر مما أحبها و أنا مقيد في قلبها .... قلت للجميع و أنا أعنيها هذه المرة أن أصغر طفل و أعجز أمرأة عجوز و أي واحدفينا يمشي في شوارع أم الدنيا لهو أهم من الأهرامات و أبو الهول و النيل و التاريخ الطوييييييييييل من الفشر و من النظام و الدولة و الحكومة و التراب المقدس و الحدود المتينة و كل الكلام الفارغ ده و أن الفرد أهم كثيرا من الوطن... أيها السادة نحن لا نريد أوطاننا تحبسنا بين جدرانها نحن نريد أن نكون كراماً متساويين في أي بقعة و بأي جواز سفر نحن نريد الحليب لأطفالنا و الخبز لنا و بعض الأمل في المستقبل ولا يهمنا من يحكم و لماذا و لا أين يحكم ولا بأي حق ولا حتى سنهتم للون العلم و جوازالسفر وختم التأشيرة و زي الشرطي كان الجميع و كأنهم أنهكهم التفكير و ربما اليأس من جيل لا يحمل الإنتماء الذي كانوا يحملونه و قبل أن يبارحوا مكانهم قلت لهم تخيلوا جيلا يفكر كذلك هل سيهمة إن كان عبد الناصر أحسن ولا السادات فرد أحدهم ساخراً سادات مين و ناصر مين هو أنتو جيل ليكو دماغ أصلاً؟ فقلت له : تخيلوا لو أن هذا الجيل جاع فعلاً و هو سيجوع لامحالة فما الذي سيردعه ؟؟؟؟؟؟ لا وطن يهمه و لاراية يلتم حولها و لا قادة يؤمن بهم ولا أي شئ فقط لقمة العيش وهي ما لا يستطيع هؤلاء أن يقدموه أليس ذلك الجيل بأقدر على التغيير من كل أجيالكم و أفكاركم و أيديولجياتكم ؟؟؟؟ أليسوا أقل خوفاً ؟ و أقل انصاتاً؟؟و غير قابلين لغسيل المخ الموجه؟؟؟؟و مع ذلك بقي السؤال من الأهم الوطن أم المواطن ؟؟؟

Friday, April 13, 2007

رفاهية المستعبدين

حقاً لقد كان الجلوس على الكمبيوتر الملقي في بيتي - و لفترة ليست بالقصيرة - حلماً لم أستطع تحقيقة نظراً للتعب و الارهاق الشديدين اللذين كنت أشعر بهما طوال شهور خمسة ماضية
معذرة لأصدقائي و أحبائي على غيابي الطويل الذي أعزوه إلى التعب و الأنشغال و الإكتئاب متحالفين ثلاثتهم علي و على معظم المصريين مما جعل الجلوس للحوار على النت مع بعض من لايزالون يملكون بعض الحرية و قليل من الوقت نوعاً من الرفاهية لم أستطع تحمل تكلفتها و لكني منذ الآن معكم وللأبد فهل تقبلوني ثانية بينكم ؟